مدغشقر .. منظمات إنسانية تخاطر للوصول إلى المحتاجين في المناطق النائية
مدغشقر .. منظمات إنسانية تخاطر للوصول إلى المحتاجين في المناطق النائية
بعد أن ضرب إعصار "باتسيراي" الساحل الشرقي لمدغشقر، ودمر العديد من مراكز الرعاية الصحية وأثر على أكثر من 150 ألف شخص، وتلاه إعصار “إميناتي”، تخاطر منظمات الإغاثة الإنسانية ومنها فرق الطوارئ من منظمة أطباء بلا حدود الدولية، لتقديم الرعاية للأشخاص في المناطق الريفية المعزولة الأكثر تضررًا من الأضرار.
عمل صعب.. هكذا وصف بيان نشرته منظمة "أطباء بلا حدود"، تقديم الخدمات في الأماكن ذات الوصول المحدود إلى الرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى مؤكداً أنه أمر بالغ الأهمية ولكنه في ذات الوقت عمل صعب، حيث يستغرق فريق الطوارئ التابع لمنظمة أطباء بلا حدود قرابة ساعتين للوصول إلى قرية ماهاتسارا ليفاكا، التي تبعد 12 ميلاً (20 كيلومترًا) عن مدينة مانانجاري.
تقول القابلة التي تعمل في مركز الرعاية الصحية في ماهاتسارا ليفاكا، نيكول فولولونينا، الذي اقتلعت الرياح سقفه مع الألواح الشمسية التي كانت تزوده بالكهرباء: "قبل الأعاصير وتدمير المركز الصحي، كانت هناك استشارات يومية هنا، اليوم هي المرة الأولى التي أعود فيها منذ ثلاثة أسابيع".
الآن، ترافق فولولونينا، فريق منظمة أطباء بلا حدود حيث يقدمون الاستشارات للعديد من السكان الذين حضروا إلى مدرسة القرية، من خلال عيادة متنقلة، منذ ما يقرب من شهر.
وبكل أسى.. يروي الدكتور جونسون هيريتيانا، الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود، أنه من بين 37 شخصًا شوهدوا في ذلك اليوم، كان هناك طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر مصابًا بخراج ملتهب، أصيبت ساقه في مكانين، وبدون مضادات حيوية، كان يخاطر بالدخول في Septic shock "صدمة إنتانية"، ونقل فريق منظمة أطباء بلا حدود الطفل ووالديه إلى مستشفى سانت آن في مانانجاري، حيث تم إدخاله لتلقي العلاج.
تدهورت حالة الطفل لأنه لم يتمكن من الحصول على أي رعاية، أخذه والداه إلى صيدلية في مننجاري حيث دفعوا ثمن ثلاث جرعات من المضادات الحيوية، ولكن لم يكن العلاج كافياً، لأنه بعد الإعصار كانت أولويتهم هي إعادة بناء سقف منزلهم وإيجاد الماء والطعام، لم يكن لديهم المزيد لدفع تكاليف أي علاج طبي.
وحاول معظم المتضررين من هذا الإعصار الأخير إصلاح منازلهم، لكن مواد البناء شحيحة وباهظة الثمن، مما يجعل إعادة بناء المنازل أمرًا باهظًا.
وأصيبت الأشخاص الذين لم يكن لديهم أي مأوى بأمراض، مثل الإسهال لأنهم كانوا يشربون المياه الملوثة من النهر، ومن بين 19 شخصًا تم اختبارهم، تبين أن 11 شخصًا مصابون بالملاريا، وهؤلاء فقط الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض.. إنه الموسم الذي نشهد فيه عادةً ارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا، لكن برك المياه الراكدة التي تجمعت بعد الأعاصير أدت إلى تفاقم الوضع.
وتم تحديد نحو 20 طفلاً يعانون من سوء التغذية في القرية، ونظرًا لأن العلاج غير متوفر في المركز الصحي المدمر، كان يتعين إحالتهم إلى مانانجاري التي يستغرق المشي إليها أكثر من ثلاث ساعات، والكثير من الناس لا يذهبون لأنهم يعتقدون أنه سيتعين عليهم دفع تكاليف الرعاية.
وأضافت فولولونينا: "لطالما كان الوصول المحدود إلى الرعاية يمثل مشكلة في المنطقة، لكن تدمير المركز الصحي والأضرار التي لحقت بالطريق الرئيسي تزيد من عزل الناس.. تكافح العديد من المنظمات غير الحكومية للسفر إلى هناك، حيث يجب أن تستخدم جميع وسائل النقل المتاحة -من المشي إلى الزوارق- للوصول إلى هناك وتقييم احتياجات الناس".
"أطباء بلا حدود" أكدت أن هناك العديد من المناطق النائية الأخرى أكثر حرمانًا من المساعدات الإنسانية، ولا تزال الاتصالات السلكية واللاسلكية غير متوفرة في العديد من الأماكن.